في ما يخص قطاع المياه المغربي، من البديهي أن توجد شراكة

 
هل مضى عهدُ المنشآت والمقاولات المحميّة على أرض الوطن؟ في المغرب، يراهن الفاعلون في مجال المياه والتطهير على وجود شبكة دولية فاعلة وإبرام اتفاق بين المقاولات والمؤسسات من أجل فتح أسواق خارجية سويّاً. وهذا خطاب السيد عبد العزيز طعارجي، نائب رئيس الجمعية المغربية للماء الصالح للشرب والتطهير.
 
المؤسسة الإعلامية Econostrum.info: بتعاونكم مع شبكات قومية أخرى مثل المؤسسة البروفنسالية Ea Ecoentreprises، أنشأتم مؤخراً "شبكة الشبكات" على الصعيد العالمي خلال مناسبة المنتدى العالمي للمياه المنعقد في مرسيليا. هل يُمكنكم التعريف بالجمعية المغربية للماء الصالح للشرب والتطهير؟
 
عبد العزيز طعارجي: بداية، قمنا فعلا في مرسيليا بإنشاء شبكة دولية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة الخاصة بالمياه. وهي شبكة ستجمع مؤسسات من هذا النوع تنتمي لعشر دول بل وأتمنى أن يضحى هذا الانتماء لعشرين دولة بحلول نهاية 2012. وتتجسد إحدى غايتنا في أن نستطيع العمل معاً عندما نحاول تقديم حلول على صعيد الأسواق الخارجية. في الواقع، هذا ما نُوصي به المغرب عبر الجمعية المغربية للماء الصالح للشرب والتطهير. والجمعية تضم 150 مؤسسة ومقاولة، ونحن بمثابة المحاور الرسمي أمام السلطات العموميّة، ولاسيما إذا تعلق الأمر بمناقشة القواعد التي تضبط المناقصات وطلب العروض.       
 

وتشتدّ. فالمغرب شريك مفضّل لدى الاتحاد الأوروبي، ولذلك فهو يظلّ ملتزماً بمنطق المنافسة. وهذا الوضع بالتحديد يدفع المقاولة المغربية إلى التفاعل على المستوى الإستراتيجي وبشكل خاص يحثها على البحث عن أسواق خارجية. تمتلك مقاولاتنا حقّاً المعرفة الفنية والخبرة، وفي هذا الإطار تُحاول الجمعية المغربية للماء الصالح للشرب والتطهير تعزيز هذه العقلية المُبادِرة: من الأفضل ألاّ ننتظر إلى أن نُصبح مجبورين على القيام بذلك. فلنسعى إذاً لخوض مهام دولية بأنفسنا، وإذا سمحت الظروف برفقة آخرين.
 واقعيّا، تبحث المقاولات المغربية عن شركاء فرنسيّين، خاصة في مجال معالجة وتنقية المياه. في الوقت الحاضر، يُمكننا العمل معاً على استهداف أسواق في موريتانيا، حيث البرامج الحكومية تموّلها المساعدات الدولية، فهناك ضمان للمشاريع في هذه الحالة على المستوى الاقتصادي.
 
المؤسسة الإعلامية Econostrum.info: هل يمثل السوق المغربي في حدّ ذاته فرصة اقتصادية للمقاولات العاملة في القطاع؟
 
عبد العزيز طعارجي: يجوز قول ذلك! هناك الكثير ممّا يجب عمله في السنوات العشرين القادمة. فالبلد على وشك إنهاء برنامج قومي واسع بشأن تشييد السّدود، وكل هذه المياه السّطحية تحتاج إلى معالجة، إذْ يتعيّن بناء عدد كبير من محطات التصفية في سائر البلاد. ولا يتوقف الأمر عند ذلك فقط، بل نقص المياه الذي طالما عانى منه المغرب يفترض أيضاً أن نُنتج الماء العذب عن طريق مصانع تحلية مياه البحر. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم حاليّاً إطلاق طلب عروض لإنشاء وحدتين في مدينة أغادير (أڭادير): محطّة موجّهة للريّ بسعة تناهز 000 1000 لتر في اليوم ، وأخرى لأجل الماء الصالح للشرب سعتُها 000 1000 لتر في اليوم. ومن المفروض أن تشرع كلتا المحطّتين في الاشتغال بعد مرور سنة.